مركز بتلكو للاستقرار الأسري

مفاتيح الاستقرار الأسري

سعاد العمر

الاستقرار الأسري مهم جدًا فهو البيئة الصحية لتنشئة أجيال سليمة وشباب مبدع ومؤثر ايجابي في المجتمع، فالأسرة تشكل القاعدة الأساسية لبناء منظومة مجتمعية سليمة، فالمنزل هو الملاذ الآمن لكل انسان وهو الملجأ الأول.

قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ (الروم:21)، وقد وضحت الآية أن الزوج وزوجته سكن لبعضهما ومصدر الآمان للآخر، فالمودة والرحمة بين الزوجين تؤثر على أفراد الأسرة ايجابًا وفيها يتشاركان مسؤليات الحب والاستقرار، ولأن الحاجة العاطفية غريزة في كل انسان مثلها مثل الحاجة للطعام والماء، فهي مهمة جدًا لنمو صحي للأبناء، وذلك ينعكس على سلوك واتجاهات الأبناء حتى في المستقبل فكما نعرف أن أكثر الدراسات أشارت إلى أن التفكك الأسري هو من أهم وأول الأسباب في الانحراف والجرائم، ولذلك علينا أن نحرص على الاستقرار الأسري، ومن خلال هذا المقال سنوضح مفهوم الاستقرار الأسري وأساسياته ومفاتيحه.

الاستقرار الأسري هو الحفاظ على ترابط الأسرة، وهو العلاقة الجيدة التي تقوم على الاحترام والمحبة المتبادلة بين الزوجين، ولعب الأدوار المنوطة لكل منهما اتجاه الأبناء والقيام بمسؤلياته، وينعكس بذلك على استقرار الأسرة.

إن أُسس الاستقرار الأسري مهمة، فوجودها دليل على العلاقة الصحية الأسري وتحقيق الاستقرار الأسري ومن ثم السعادة، وأهم هذه الأسس وأولها هي الملاءمة،وتعني الملاءمة بتوافق الزوجين بعد الزواج، فوجود علاقة شخصية سهلة وغير معقدة، يزيد من الألفة، أما ثانيها فهو مرتبط بالأولى وهو القدرة والمهارة، والذي يعني توظيف التوافق بين الزوجين في التعامل مع الآخرين وحل الصراعات والمشاكل، وثالثها وهو الجهد، وهو يعني الجهد المبذول في القدرة على تحمل الآخرين في وقت الصعوبات والأزمات، فوجود الجهد من الطرفين يساعد على إبقاء الأسرة في استقرار وتوازن نفسي، ورابعها هو الإعالة، أي المساعدة، فوجود علاقات خارجية كالأقارب ولأصدقاء دليل على صحة الاجتماعية للأسرة، وتساهم أيضًا بشكل كبير في تماسك الأسرة واستقرار ها.

تتعدد مفاتيح الاستقرار الأسري وأولها هو  الاحترام المتبادل بين الزوجين بالدرجة الأولى فهو ينعكس بذلك على باقي الأسرة ، فلابد من وجود تعامل لائق واحترام بين أفراد الأسرة لتحقيق الاستقرار الأسري، وثانيها الموازنة بين العمل والحياة الأسرية، فمن المهم ان يوجد التوازن بينهما، فاختلالهما يؤدي لمشاكل عديدة، فالعائلة لا تحتاج فقط للمال بل تحتاج للمعنوية والمساندة، ولابد من مواكبة الأبناء في ظل المؤثرات الخارجية والمواكبة تحتاج للوقت، أما ثالثها فهو  اعتناء الوالدين بصحتهما النفسية والجسدية، فذلك ينعكس تلقائيًا على الأسرة والأبناء، بالإيجاب وبالسلب، فقوة الأبناء مصدرها الوالدين، ورابعهما، فهو تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، فالحقوق والواجبات وُجدت لتنظم الحياة وأي اختلال فيها يؤدي إلى اختلال النظام وتتبعها مشاكل لا حصر لها، فلابد من تأدية الواجبات المنوطة لكل طرف اتجاه الأسرة، ولابد من المشاركة والتعاون بين أفراد الأسرة من خلال المساعدة المتبادلة، ومساعدة بعضهم البعض إذا ما وقع أحدهم في مشكلة، ورابعها هو تقديس الوقت العائلي، فالأولوية للعائلة، فلابد من الجلوس مع العائلة وتبادل الحوارات لتفعيل التواصل الجيد بينهم والتعاطف والتفاهم، والمشاركة في الأنشطة والاستمتاع مع بعضهم.

ولابد أن نؤكد فالختام على أهمية وجود استقرار أسري، لتنشئة أبناء مستقرين نفسيًا واجتماعيًا، لبناء مجتمع مستقر، وخالي من الجرائم ، فالأسرة هي الحاضن الأول للفرد والتي يتم فيها تشكيل شخصية الفرد وبناء معارفه ومبادئه وقيمه، ولذلك لابد أن تكون بيئة صحية، من خلال الاستقرار الأسري وهذا لا يتحقق سوى بمشاركة وتعاون من الزوجين.

شارك المقال :

تحتاج مساعدة؟ 💬
Scan the code