ادمان الكوكايين الجديد هكذا يعبر عن الأدمان الالكتروني الذي بات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية وغابت ملامح الأسره والمسؤليات النفسية فيها بسبب الأحساس الدائم بأهمية تواجدك أون لاين ومتاح للجميع .
يُعرف الأدمان الالكتروني بأنه الأنغماس لساعات طويلة دون الإحساس بضياع الوقت والتقصير في الأمور الحياتية على جميع أصعدتها مما يترتب عليه مجموعة من المشاكل المختلفة ..
وقفة : ذلك الأب الغائب عن البيت لرزقه ورزق عياله يأتي بنهاية اليوم يري ان يرتاح ويهدء فيمسك الهاتف ويتصفح الاخبار ووسائل التواصل بأنواعها وطلبت أبنائه يستلمها عبر الوتساب ليوفر لهم مايحتاجوه من أمور مدرسية او شخصية او مصاريف مهمه فبعد يوم طويل يتحول الأب الغائب الى الأب الصامت الذي يوفر كل مايستطيع توفيره فقط ويعتبر هذه المهمة الرسمية له كأب وكعز في ظل الحياة الاسرية ..
دراسة : لخصت دراسة علمية إلى وجود صلّه بين الأستخدام المفرط للأجهزة الذكية من قبل الآباء والمشكلات السلوكية لدى أبنائهم .. وقد شملت الدراسه ٢٠٠ عائلة لديهم أطفال واستمرت مده ٦ شهور .. وأثبتت الدراسة بأن الأدمان الوالدي جاء على حساب الحقوق والواجبات الأساسية بين الوالدين وابنائهم والتي تبّني وتشكل هوية الطفل العاطفية ..
هناك قانون عائلي مهم وموجه الى الاستخدام التقني ويطبق على الوالدين والابناء على حداً سواء .. وكلن بحسب عمره والنوعي .. فالدراسات اليوم تؤكد بأن استخدام الانترنت بأنظمتة المختلفة من بحث وألعاب الكترونية او وسائل تواصل اجتماعي مده ٦ ساعات يومياً يعد أدماناً لمن هم فوق ال ١٨ سنه .. واما مادون فقد اكدت الدراسات الخاصة بالطفل بأن من هم دون السنتين ممنوعين تماماً من استخدام اجهزه الهواتف والشاشات الالكترونيه فهم في هذا العمر يكتسبون القسم التفاعليه والاجتماعية والتراكيب اللغويه والمخزون النفسي الذي يفترض ان يملأ بالحب والسعادة والتعلق الأسري والوالدّي .. ومن ٣ سنوات الى ٧ سنوات فيتم تحديد وقت معين ومقسم بساعات مختلفه لا تتجاوز الساعتين ومن هم فوق ال٨ سنوات الى ١٧ فيمكنهم ان يستخدموا الشاشات مده لا تزيد عن ثلاث ساعات ..
تجربة : قد تحتاج بادئ الأمر ادخال عادة جديده للتخلص من عادة قديمة .. فيلزمك تجربة عائلية ورحلة ممتعة بأن تقضي وقت ضمن رحلة عائلية تشترط إبعاد أي اجهزه الكترونية من هذه الرحلة من الجميع وتستبدل الانغماس الالكتروني بالانشطه الترفيهية والفكرية والحوارية .. وعلى ان يكون لكل فرد مهمة يلتزم بها وبتعاون كل الأطراف تكمن نجاح الرحلة والاستمتاع بتفاصيلها .. قد يبدو الأمر صعباً بادئ الامر ولكن رحله موسمية قد تعيد للعائلة الانتماء الحقيقي والنفسي والروحي في الكيان الأسري .
لحظة تأمل أولادنا اليوم اصبحوا مُفرغين عاطفياً فبأدماننا الشاشات لم يكن نصيب لهم من التواصل البصري عند الكلام فأغلب ابصارنا على الشاشات ونحن نسمع الكلام ونرد عليه بموجب ما سمعنا وقد يضطر الأبن ان يُعيد كلامه اكثر من مره حتى يتم استيعابه فالأنشغال والانغماس التقني سلب منهم حقهم فس التواصل البصري واللمسي مع الوالدين.
والوقت يمضي دون ادراكه واليوم اولادك معاك وغداً يكبرون ويبدأون حياتهم فتندهش بأنك لم تعش معاهم تفاصيلهم التي لن تتكرر لتعيشها معهم بوقت آخر فقد كبروا وانتهت مرحلتك معهم ..